وفاة امرأة وفقدان العشرات إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ماليزيا
وفاة امرأة وفقدان العشرات إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ماليزيا
غرقت امرأة واحدة على الأقل وتم إنقاذ عشرة مهاجرين بعد انقلاب قارب كان يقل نحو تسعين شخصاً بالقرب من الحدود البحرية بين ماليزيا وتايلاند، في حادث جديد يسلّط الضوء على مأساة الهجرة غير النظامية في جنوب شرق آسيا.
أكد قائد شرطة ولاية قدح عبدلي أبو شاه، أن القارب الذي كان يحمل عشرات المهاجرين انقلب قبل ثلاثة أيام في المياه القريبة من جزيرة تاروتاو شمال جزيرة لانغكاوي الماليزية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد.
وأشار إلى أن السلطات تلقت بلاغات عن فقدان قاربين آخرين كانا يقلان أعداداً مشابهة من المهاجرين، ما يرجّح ارتفاع حصيلة المفقودين إلى المئات.
وأوضح مدير هيئة الملاحة البحرية في ولاية قدح روملي مصطفى أن فرق البحث والإنقاذ عثرت حتى الآن على أحد عشر شخصاً، بينهم جثة امرأة، مؤكداً استمرار عمليات التمشيط في عرض البحر أملاً في العثور على ناجين آخرين.
معاناة مستمرة للمهاجرين
تضم ماليزيا ملايين المهاجرين من دول فقيرة في آسيا، بينهم عدد كبير غير مسجلين رسمياً، يعملون في قطاعات الزراعة والبناء والصناعة في ظروف صعبة.
غير أن رحلات العبور السرية التي ينظمها مهربو البشر عبر البحر تُعد من أخطر الممرات، إذ يستخدم المهاجرون قوارب متهالكة تتكدس فيها الأجساد أملاً في الوصول إلى شواطئ أكثر أمناً.
ويرجّح مسؤولون أن القارب المنكوب أبحر من ولاية بوتيداونغ في ميانمار وعلى متنه مهاجرون من أقلية الروهينغيا المضطهدة، الذين يفرّون من التمييز والحرمان من الجنسية سعياً إلى حياة أفضل في ماليزيا، رغم أن الطريق محفوف بالموت.
تاريخ من المآسي البحرية
شهدت المنطقة خلال الأعوام الأخيرة سلسلة من حوادث الغرق المأساوية التي أودت بحياة عشرات المهاجرين، ففي ديسمبر 2021، لقي أكثر من عشرين شخصاً حتفهم في حوادث مشابهة قبالة السواحل الماليزية، ما دفع منظمات إنسانية إلى التحذير من كارثة متكررة ناجمة عن تجاهل جذور أزمة اللجوء والاتجار بالبشر في المنطقة.
وتؤكد التقارير الأممية أن غياب الحلول السياسية في ميانمار وتدهور الأوضاع المعيشية في مخيمات اللاجئين في بنغلادش يدفع الآلاف من الروهينغيا إلى ركوب البحر كل عام، في رحلات يائسة بحثاً عن الأمان، لكنها تنتهي في الغالب بالموت أو الاختفاء.
ودعت منظمات حقوق الإنسان السلطات الماليزية إلى تعزيز الرقابة البحرية وملاحقة شبكات التهريب التي تستغل بؤس اللاجئين لتحقيق مكاسب مالية، كما طالبت المجتمع الدولي بدعم الجهود الإنسانية في ميانمار وبنغلادش وماليزيا على حد سواء، لتخفيف الضغط الذي يدفع هؤلاء الفارين إلى المجازفة بحياتهم.
وبينما تواصل السلطات الماليزية جهودها في البحث عن ناجين، تبقى قصة القارب الغارق حلقة جديدة في مأساة الروهينغيا التي لم تجد طريقها بعد إلى حل إنساني عادل، وسط صمت دولي يفاقم من معاناة الهاربين من الجحيم.










